الجمعة، 13 ديسمبر 2013

الذات الضائعة

في مرحلة البحث عن الذات ، يتغلغل الانسان عميقا جدا في نفسه ليبحث عن اهتماماته وما يحب يبحث عميقا عن اهدافه الدفينة وراء ما يحلم بيه ووراء ما يقوم به الآن ، يسأل نفسه كثيرا هل ما افعله صحيح هل من اخترت البقاء معهم اختاروني هم كذلك .

في رحلة البحث عن الذات يبحث الإنسان عن معنى يجعله يقوى على البقاء فالبعض يقوى بالحب والبعض يقوى بالعلم والبعض يقوى بالدين والعبادة  ، إن معنى البقاء والبحث عن سبب للبقاء لا يكفي بل يجب علينا العمل إن أجمل ما يحترفه الإنسان من حرفة هي قضية يؤمن بها فيحارب ويناضل من أجلها ، إن  كان الشر يسعى لقوته فالخير أولى بالسعي فأحبائه كثيرون إلا أنهم جبناء لماذا يسعد الشر بالأعوان الأقوياء هل حلفاء الشيطان أبقى و أقوى !?

 لا اظن ذلك و لكن من زرع الجبن و الصمت في الخير لم يكن يبغي الخير للخير البتة ، إن الحياة عادلة لكن  سُكانها يتلاعبون ويخفون حقيقة عدلها أليس من خلقها هو الله  !
 أليس هو العدل ولا من أحد أعدل منه ومع ذلك فإن رحمته وسعت عدله ...!

إن ما يفتقر له عالمنا الآن هو الرحمة فلا الخير اتصف بها ولا الشر تنحل شخصيتها إلى متى ننادي بالعدل والرحمة  ولانعمل بهما؟!

 ضاقت ضاقت وضاق الحال اتنتظرون أحداً أن يستيقظ قبلكم  ليوقظ غفلتكم  !?

 لِما التواكل والاعتماد على الغير ألا عقول لكم أو ابدان ?

 مللت الصمت والبقاء مللت حياة االبهائم التي تسعى فيها للنوم والأكل والشراب 

 أريد أن أكون إنساناً يضع بصمته في كل مكان و كل إنسان وكل زمان  .

أريد أن أكون إنسانا حُراً بفكري  ورأيي وديني أريد أن أنعم بمعنى كلمة مواطن أريد أن يكون لي حقوق فمن سيعطيني حقي إذا لم اطالب أليس كذلك؟

 إن لم تدع الله فلن تغير الأقدارإ ن لم تتأمل فلن تعرف معنى الحياة ... 

 إن لم تطالب من انتقصك حقك فلن تنال ما ترجو ..

 لن تتبادل معاني الحب ان لم تفصح عن حبك .... 

تلك هي معاني الحياة إن لم تبدأ أنت في المطالبة والإفصاح فلن تنال ما ترجو وما تتمنى .




#بعثرة_مريخية 

الأحد، 27 أكتوبر 2013



تلاشت معالمُ الحقِ هذا العَام وظهر الكذبُ بأسمَاء جدِيدة و بشكلٍ أنِيق .


يموت الفقير جوعًا وظلمًا ويحى الغني سعيدًا بما يجنيه من عمل تلك الأجساد النحيلة التي تسعى إلى لقمة العيش !.

كثر المتسولون و حَتل الجُوع والبطالة العالم !

نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا

تفجر الغضب فأعلن ثورة كانت ولا تزال فما انتصر المظلومون وما سكن الظالمون هذا يقتل وهذا يسرق

أمقولة أن الأوطان غالية تعني بيعها ؟


في مكان ما سكنت الثورات وفي مكان آخر ثارت وأصبحت بركانا
تلك البراكين هي مشاعرنا أصبحت في كل يوم تلتهب وتنتظر ساعة الثوران

يارب اليك اشتكي ظلم الظالمين و كذب المنافقين فما عهدنا الحب حبا ولا الصدق صدقا تزينت المشاعر فأصبحت بَهِيةِ الطِلة خبِيثةً مِن الدِاخل .



الجمعة، 18 أكتوبر 2013

آنِسة مَريِخية

أسميتُ نفسي وجعلت المَريخ مسكنها ، ذلك لأني لم أجد أن في نصح أهل الأرض لبعضهم فائدة !
أيقنت حينها أن خير ما أفعله  هو أن أسكن المريخ   وأ صبح من أهله ، لكن خطأً ما  جذبني نحو الأرض ذات يوم وإلى الآن أنا عالقة هنا!

رسالتي أرسلها للجميع أنني أحب الخير للعالم أجمع ولو اختلفنا بعض الشيء ، فالحقوق  ليس لها مذهب ولا فريق ولا حزب .

كان حديثي في مُدونتي عن الثورة السورية ، والآن أيقنت أن الثورة السورية لن تنتهي حتى يبدأ كل فرد فينا بعمل ثورة داخلية تنبع منه لتغيره هو أولاً ثم من هم حوله .

يكفي للشعوب ما ذاقت من آلام ولؤم  حاكميها ، فلنبدأ بأنفسنا  حتى يبدأ العالم بالتغير .

لا تقولوا فاليبدأ فلان بنفسه فهو أولى  ابدأ أنت وسيبدا غيرك ، رسالة وجهها للجميع حتى يبدوا  وما التوفيق إلا من عند الله  .

كُونوا مثالاً يُحتذى به يا أيها المسلمون فكثيرنا مسلمٌ بالاسم ، وبينه وبين الإسلام  وأفعاله سبعون خريفاً !!

وقبل كُل شيء " كُن نفسك " ولا تكن إمعة .



الخميس، 29 أغسطس 2013

نبدأ كِباراً جداً بطموحنا وأحلامنا في صغرنا
نكبر فتصغر أحلامنا وطمُحاتونا مع ازدياد أعمارنا 
نكبر فنسمع كِبارنا يرمون حُطام أحلامهم على عروبتهم 
نكبر فنسمع كِبارنا يرمون تخلفنا على حُكامنا 
ندرس فنخطط للمستقبل ،فنواجه بالسخرية والتحقير
ندرس فلا نتعلم سوى الغش ونحفظ مقولة من غش فليس منا ومع ذلك نغش
نعمل فنذوق كيد الخائنين والكاذبين والسارقين معاً 
نعمل فنذل للمدير وننكسر أمام الرئيس 
نعمل ونسعى لرزقنا فتزيد الأسعار لتبقينا تحت سقف فقرنا
عاش وعشنا وسيعيش ابنائنا واجدادنا واباؤنا ونحن كما هو الحال مادمنا نرمي أعباء تخلفنا على عروبتنا التي بالأصل نحنا من شوه أسمها ، ونرمي كل شيء على حكامنا ، فلا العقول تعمل و لا القلوب تفهم .
حياة متكررة وننتظر نحن من يحرك مصيرنا لم لا نكون نحن من نحرك مصيرنا ومصير غيرنا ، حتى لو كلف ذلك حياتنا !

الاثنين، 19 أغسطس 2013

لوحة الحياة المبعثرة

تتجسد الذكريات وتتكامل حتى تصبح لوحة فنية بكامل تفاصيلها بألوانها من ألوان الحزن و الفرح ، من يتأملها يرى فيها شدةً وألماً أكثر من الرخاء والسرور .
دائماً تحيط بنا الذكريات الموجعة ولا ترحل إلا مع مرور الطويل من الزمن  ، ولكنها  لا تلبث إلا أن تعود فإما أن تحملنا على البكاء أوعلى الغضب من تلك اللحظات .
السرور يملأ عالمنا لو نظرنا إليه بعين المؤمن الذي لا يرى سوى في الشدة اختباراً وفي  السعادة اختباراً في شكر الله والعرفان بجميله .

قد نخطأ ونخطأ فلا تبقى في ذاكرتنا أشياء جميلة نرويها لأحبابنا لكن لو نظرنا حقاً سنرى أن أيامنا تزهو بالجمال لكن نحن غمرناها بواقع القباحة واقتنعنا بذلك مع الأسف .

لا يهم أين نعيش الآن لكن الأهم أين سنعيش غداً ؟!
ماذا سنكون في الغد ومع من سنكون ؟!
من الخطأ أن نقول أن حياتي لا تصلح بان أفعل كذا وكذا أو أن مكاني لا يساعدني على تحقيق ما أريد ، إننا نحن من نبي الحواجز التي تحيط بنا ونحن من نحطمها .

اليأس ما إن يدخل حياة الإنسان فما يلبث أن يحطمها فإن فشل في الحب اعتزل العالم كله وقال لن أجد من يستحق حبي  ،
ومنهم من يفشل في تحقيق مجال كان يحلم بالوصول إليه لكن الله  قدر له أن  هذه الوظيفة وهذا المجال ،  فهما الملائمان له فلم يقنع بذلك واستسلم لليأس فلم يجعل لعمله ومجاله من الإبداع والبناء حتى يصبح فعلا ماهراً في مجاله.
  اليأس هو لافتة كُتب عليها  "stop" تجعلنا نقف عن أداء كل شيء بالطريقة التي كنا نحلم بها ، معاً لنحارب اليأس في قلوب الثائرين و العاجزين وحتى العاشقين ، لا حياة ولا بناء ولا مجد مع وجود اليأس .

بقلمي

 MisS aSo0oMa...

الجمعة، 16 أغسطس 2013

حَكِموا عُقولكم

علمان ..أخوان ..ليبرال .. يمين ..يسار ....حزب فلان وحزب فلان وأنصار فلان

هكذا أصبحت تُقَوَم حياة الإنسان فإن كان من حزب فلان فهو في أمان ... وإن كان من حزب فلان فهو ميتٌ لامحال .

قُتل الشعب السوري وهجر ، مدافع النظام تدك شتى بُلدان سوريا لا تَكلُ ولا تَمل ، يساندها أعداءٌ للإسلام والإنسانية .

إيرانَ وحزبُ الله ، ألا لعنةُ الله عليهم وغضبه ، اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك .

ظهر لهم أبطال الجيش الحر بالمرصاد فَقِيل فيهم ما قِيل فصدق البعض وكذب ،  لكن من خرج لله فهو في سبيل الله ومن خرج

لغير لذلك فهو لما خرج له وعلى نياتكم ترزقون .




مصر ..مصر ...

نقاطٌ لا نهاية لها ، حربٌ إعلامية واسعة شنتها جميع القنوات لم نعد نعرف من نصدق ومن نكذب .

لكن ما رأته عيناي هُما ما سأصدقه أنا ، رأيتهم منذ بداية تجمعهم وتابعتهم كُل يوم حتى أصبح لي عادة أحببتُ تكبيراتهم في رمضان  وأجملها كان ( الله أكبر بسم الله بسم الله أذن وكبر بسم الله ، وقول يارب النظرة تكبر ) ألفاظ أحببتها حقاً .

لم أرهم يؤذون من كان ضدهم ، لم يُعادوا من كان مع الانقلاب بل خرجوا بِكُل أدب وتظاهروا بكل أدب ، كانت كلامتهم قصص عن الصحابة فيما كان من صبرهم وجلدهم وثباتهم أمام أعداء الدين ، كانت الكوميديا وألفاظهم المضحكة تجعل المكان يضج بالضحك المبهج .

مع أن شهر رمضان كان حاراً مُتعباً ، تجف له الحُلُوق ومع ذلك فقد كانوا صائمين صابرين ساجدين وقائمين لله ، متعاونين فيما بينهم .

كم أغبطكم..

يخافون على قطرةِ دمٍ نزفت من يتيمٍ لا يعرفه أحد ، يقفون تجاه الظلم ولا يخافون ، يقفون جميعاً يداً واحدة متكاتفين  كل الجسد الواحد لينصروا فرداً واحداً ، قد لا ينفعهم لكنهم وقفوا نصرة للحق ورفعةً له  .

تلك هي شعوبنا ..تلك هي سوريا ... تلك هي مصر أم الدنيا .

 حكِموا عقولكم ولا تجعلوا الإعلام يحكمكم .. ليس لأني إخوان يجوز قتلي ولا لأني علماني يجوز لي أن أغني .

كلنا أخوة ولا يعلم بالنوايا إلا الله ...إلا الله .

لم نرى منهم ظلماً ولا جوراً بل سمعناه من أفواه الغرب ومن أفواه الظالمين  حكِموا عقولكم ...


كلمات لم ترضى سوى أن تخرج  ..فأخرجتها عبر مدونتي ..







الجمعة، 9 أغسطس 2013

حلمت ذات يوم بالمجد ،، 

فعلمت بأن المجد لا يأتي من فرد بل من أمة .

ناديت وناديت يا قوم أما منكم رجل رشيد يسعى للمجد بعد كل هذا الذل ؟! 


رأيت الكثير من الأيادي ترتفع فتبدل حزني إلى أمل . 


بدأنا سويا نبحث عن المجد 


لكني بعد أن وجدت جماعة المجد ايقنت أن المجد لا يأتي إلا من محب 

ذاك المحب الذي يرا في كل لقمة اكتفاء للجميع 


ذاك الذي يقسم التمرة إلى نصفين ليطعم ذاك  البائس الغريب الجائع بجوراه . 


بحثت فوجدتهم قلة ضعفاء محرومين !


 كلما تقدموا قذفهم الأنانيون نحو المدافع ، لينالوا على خير افعالهم حتفهم .... أين المجد إن فقدنا المحب !

الثلاثاء، 21 مايو 2013

كما توقفت الدموع من كثرة البكاء , كذلك توقفت الأقلام عن الكتابة والعقول عن التفكير .

أضحى الحزن أسيراً في طيات القلوب لا يجد مخرجاً !

لا الأقلام تريد الكتابة و لا العين تريد ذرف الدموع .

استنكر العقل ومات الضمير ، ما عاد للحقيقة معنى إذ غطى الكذب عليها الطريق .

يهمس القلب راجياً ربه ، ربي إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين  ، ويهمس ّآخر ربي إن لي أهلاً وقلبي لهم في حنين .

ويدعو آخر ربي مالي من زادٍ وأهلي جياع ، ويدعو مجاهد ربي إنا مغلوبون فانتصر .

بين حال وحال و كئآبةٍ تغطى المكان لا تجد نوراً إلا نور إيمان رجلٍ صادق قام لله في الليل وأصبح مجاهداً في النهار ،

 أخلص رجال لله فأضحوا شهداء بإذن الله .

غطت الأقنعة المكان فتستر أحدها بالدين وتستر آخر بالسلاح باسم حماية الوطن وتستر آخر بالأمانة وهو بعيدٌ عنها كل البعد .

تريد العون تريد الأمان ، فإما أن تقع صيداً لعدوك فيقتنصك أو لصاحبٍ قناعٍ يضللك ، اصبح من النادر أن تجد ذا النور الصادق .

مثل بعضهم اسم الإسلام وهم للإسلام مشوهون ، يريدون الدين ونسوا أن الدين هو الوسطية هو الإنسانية  وليس العنف والتقتيل .

في النهاية بلادي لا تمثل أحداً من هؤلاء بلادي تمثل ذاك الشاب الذي خرج سلمياً طالباً للكرامة والحرية بلادي تمثل ذاك الشاب الذي 
رفع السلاح طلباً للكرامة والحرية وليس غيرهما .

الثلاثاء، 16 أبريل 2013

خَانني

خانني .. ابن بلدي

تفرقت بلادي ما بين خائنٍ قاتل لحاكمٍ فاجر ، وبين ثائرٍ يسعى لكرامته ، وبين خائفٍ صامت يترقب ماسيفعل به  القدر على حد قوله .

كلٌ ينتفس الصعداء ، ينتظر انتصاره أو وفاته ، تفرقنا حتى اصبح في العائلة خائن يشي بي وبمن معي من الثائرين ، كنا أخوة قبل الثورة فأصبحان أعداءً بعدها ، أظهرت حقيقة الأخوة أم أن حقيقة الخيانة قد ظهرت .

كان صديقي فأصبح عدوي ، هكذا أظهرت لي الثورة أن صاحب الخصال الحميدة لا يظهر إلا في الشدة ، هاهو موطني قد تعرض للاغتصاب من الحاكم المزعوم أصبح يقتل بلا تِعداد  أصبح المجرم والبرئ واحد  يُريد الإبادة فحسب  .

أحزن كثيراً عندما أرى أشلاء كِلا الطرفين ملقاه فقد كانو كلهم أخوة ، وكلهم ابناء وطنٍ واحد وترابٍ واحد .

الثلاثاء، 22 يناير 2013

البارحة

البارحة البارحة كانا بخير كانا يلعبانِ بجواري سعيدين ،، لعبا حتى تعبا وكأن الغد سيحرمهم لذة اللعب،

قُلتُ لهما يا صغيري قِفى لقد اجهدتما أنفسكما باللعب ،، هيا أُدخلا إلى البيت فقد بدأت الشمس بالغروب ،، قالا لي : يا بابا

اليوم مافي قصف ومافي شبيحة ومافي حدا ماسك سلاح خلينا نلعب  .لم استطع أن أحرمهما لذة اللعب الذي فجر فيهما طاقة

عجيبة فأجبتهما بالموافقة   ، فعادا على الفور للعب حتى غابت الشمس و غطت  ظُلمة الليل المكان صحيحٌ أننا في المدينة

لكن لم يترك لنا الوحوش حتى الأنوار .

دخلا للمنزل ،  لم يأكُلا حتى دخلا  فوراً إلى فراشهما متعبان ،والبسمة على محياهُما ضحكتُ وبكيت ، لقد حُرم أطفالنا

الفرح واللعب ، لقد أصبحت حياتهم  مكسوة بالخوف والقلق ، نظرتُ إلى السماء التي أصبحتُ استطيع أن أرها من غرفتي

فقد  قُصف منذ شهرٍ تقريباً لكن أحمدُ الله حينها أننا لم نكن في المنزل وكان ناتج القصف بأن فتح لي فتحةً في أسقف المنزل

سمحت لي بالنظر و التأمل في السماء والقمر الذي كُلَما رأيته ابتسمت تلقائياً ، لكن في تلك الليلة  دمعت عيناي عندما رأيته

كم تمنيت أن  أُرسل ولداي للقمر حتى استطيع أن أحميهما من بطش هؤلاء أعدائي وأعدائهم   أعداء وطني الذين تغلغلوا

في أراضيها واصبحوا يكبتون أنفاسنا ، وأضاقوا أرزاقنا .

نظرت إلي زوجتي وقالت : مابالك تدمع ؟ لم أرك يوماً مهموماً كَل يوم ، استجمعتُ قوتي وكبتُ انفاسي لوهلة أخبرتها بأن

قلبي ليس مطمئناً لا اعلمُ لما ، قالت لي لا تخف فنحنُ بعون الله منصورون  وكلُ ما يحدث هو قضاءٌ وقدر ، نظرتُ إليها

نظرة المتأمل المتفائل فقد جعلتني كلاماتها البسيطة استرد بعضاً من قوتي , وأغمضتُ عيناي أملاُ في أن أنام وأملاً في  أن

يكون الغدُ أفضل حالاً من اليوم .

حل الصباح ،، كم اشتقتُ إلى تلك الأيام التي كُنت استيقظٌ بها على صوت العصافير ، أو على أصوات الأطفال وهم ذاهبون

لمدارسهم ،  لقد حرمهم هذا السفاح وأعونه من متعةِ الذهاب إلى المدرسة لقد قذف الرعب في قلوبهم ،مضت سنة  على

بداية ثورتنا وهو لا يُريدُ التنحي أو الخروج لم يمل من القتل والتشريد والإعتقال والتخريب والدمار ، قمتُ من الفراش

المتصلب الذي لم ألقى أنا وزوجتي أفضل منه فقد سرق أعوان السفاح أجمل وأفضل وأغلى ما نملك من متاع ،  غسلتُ

وجهي بقليلٍ من الماء المتبقى لدينا وتركتُ الباقي لأطفالي وزوجتي، خرجتُ من المنزل وذهبتُ أملاً في أن يكون لي

نصيبٌ برغيفين من الخبز على الأقل فقد أصبح الخبزُ لدينا بمثابة الكنز  .

الحمدلله حظيت بأربعة أرغفة من الخبز ، وأنا في طريقي إلى المنزل سمعتُ دوياً عالياً قادماً من مكان منزلي جريتُ سريعاً

لأعلم من يحدث هُناك ،،

 هُنا كانت الصاعقة بالنسبةِ لي ،،

منزلي ،،أطفالي ،زوجتي،،، رميتُ الخبز على الأرض وهرعتُ إليهم أملاً بأن يكونوا بخير يا الله يا الله.  ،،

سارع معي أهل الحي بحمل الأنقاض سريعاً ، حمداً لله  زوجتي بخير لكن أُصيبت بشظايا  .

،،أسرعتُ لأرى حال أطفالي لاااااا، أطفالي البارحة الذين كانو يضحكون، وفرحون بأن القصف قد توقف هاقد استشهدوا

جراء قصفٍ استهدفهم  شعرتُ لوهلة أنه متعمد أن يُرسل إليهم لذنب ارتكبوه  هو  أنهم قد لعبوا وضحكوا البارحة ،أسودت

الدنيا أمامي ،  بكيتُ كثيراً لكن لا أمل بأن يعود إلي أطفالي يامن كنتم ابتسامتي وسعادتي ،هاقد رحلتم إلى من يرعاكم  حق

الرعاية.

بعد أن  قمتُ بدفنِ أطفالي ، ليتهم دفنوني و لم أدفنهم ، كم أنا مُحبط لا معنى لحياتي بعد الآن لا معني لها ، إنها الثورة إنها

السببُ في ذلك لقد جعلتني أدفن أطفالي  بسببها ، لقد جعلت منزلي يُقصف وأصابت زوجتي بشظايا  آلمتها ألم يكفها حزنها

على أطفالنا ، لم أعُد أُريدُ شيئاً ،هذه الثورة لا معنى لها سيهزمنا لا محالة هذا السفاح وسيقضي علينا أجمعين  سينهي على

حياتي وحياة زوجتي وحياة كُل من أعرفهم ، لا أمل في النجاح لا أمل في النجاح لا أمل ، كم أنا مُحبط .

مر أسبوعٌ على استشهاد أطفالي وكأنهم البارحة قد استشهدوا ، وزوجتي لا تزالُ تبكي وتتألم تارة بسبب الألم وتارةً بسبب

حُزنها على أطفالنا .

اليوم هو الجمعة ، علي أن أستعد للذهاب لنصلي جماعة طبعاً لم يعد لدينا مساجد ، سنصلي خارجاً  هذا إن استطعنا ذلك ،

كم أنا يائس من هذه الثورة التي حرمتنا كُل شيء حتى الصلاة ، ليتنى سكتنا ولم نثُر .

خرجتُ وقابلتُ رجال الحي ، جاري أبوعبد الملك أنسانٌ رائع  مثقف وعلى درجة من العلم والتفقه في الدين ،لقد فقد زوجته

وثلاثةً من أطفال ولم يتبقى له سوى ابن و ابنة لكن لا آراه إلا وهو مبتسم ويذكر اسم الله ويكبر ، لم أرى عليه نظرة اليأس

أو التشائم ، ما السبب في ذلك سأسأله علي ارتاح أنا أيضاً واصبح مثله   .


بعد مُحادثتي له ارتحتُ كثيراً عُدتُ إلى زوجتي لأخبرها ما قال  حتى تعطيني رأيها فهو يهمني كثيراُ .


قال جاري أن في الثورة ترتكب الجرائم لكن الثورة ليست جريمة ، وأن ما كتبه الله لنا هو خير صحيحٌ أننا سنفقد الكثير لكن

الرجوع إلى الوراء الآن أو الندم عليه لن ينفعنا أبداً وأن بقاء هذا النظام سيجعلنا نبقى جهلاء ،فقراء ، قال لي انظرُ إلى الدول

من حولك ، في كُلِ سنة نسمع عن تقدمهم لكن لا نسمع هنا سوى الرجوع إلى الخلف لا نسمع سوى عن ازدياد الفقر ،

وازدياد نسبة الجهل ، أين نحنُ من العلم والتقدم أين نحنُ من فلسطين الجريحة ،ألم تكتشف في ثورتنا أنه كان مسانداُ لها

لإسرائيل، وكان يتستر باسم المقاومة والممانعة حتى يغطي وقوفه إلى جانبهم ، ألم ترى أن دول العالم تُريد لنا الدمار

والخراب ألم ترى سكوتهم ألم تعلم بأن هذا السكوت لصالحهم وليس لصالحنا ، إن رجوعنا للخلف أو يأسنا لن يُفيدنا فقد بدأنا

ويجب أن ننتهي مهما كلفنا ذلك من خسائر أو أرواح ، فلو تراجعنا الآن سنُباد ، عليك بالصبر وتأكد بأن الله مع الحق ونحنُ

على حق وثورتنا حق والله مع الصابرين ، نحنُ اخترنا مصيرنا وما أجمله من مصير إما الشهادة وإما النصر .

كم كلامه جميل ، تبسمت زوجتي وقالت نعم إأنه على حق والله وكلامه لا خطأ فيه ، لكن الحُزن لا نستطيع هؤلاء أطفالنا ،

نعم الحُزن لابد منه لا اليأس يجب أن يُحارب ، الثورة ليست ممدة بالزهور إنها ممدة بالأم ،، نظرتُ إلى زوجتي نظرة

المتفائل  والمودع و قُلتُ لها أنا الآن خارج لمظاهرة ادعي لي لعلي استشهد أو أعود منتصراً ، دمعت عيناها وقالت لي  الله

معك .

خرجتُ على أمل أن انتصر أو استشهد ، وعند أول هُتاف صعدت روحه الطاهرة إلى ربها جلا وعلى مبتسماً أملاً بأن يكون
 
أطفال سوريا أحراراً .

"بقلمي"

MisS aSo0oMa...